تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{هَٰذِهِۦ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ} (63)

مشاهد القيامة

{ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ( 63 ) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ( 64 ) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( 65 ) وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ( 66 ) وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ ( 67 ) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ ( 68 ) } .

63

التفسير :

63 { هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } .

من شأن القرآن أن يتحدث عن الآخرة ، وأن يعرض القيامة كأنها ماثلة أمام الإنسان ، وفي ذلك اليوم يقال للكفار : { هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } .

أي : هذه جهنم ، بما فيها من عذاب وسعير ، وحريق ومهانة ، التي وعدكم بها رسلي وكتبي ، فهي مآل كل كافر .

قال تعالى : { إن جهنم كانت مرصادا * للطاغين مئابا } . [ النبأ : 21 ، 22 ] .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{هَٰذِهِۦ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ} (63)

" هذه جهنم " أي تقول لهم خزنة جهنم هذه جهنم التي وعدتم فكذبتم بها . وروي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا كان يوم القيامة جمع الله الإنس والجن والأولين والآخرين في صعيد واحد ثم أشرف عنق من النار على الخلائق فأحاط بهم ثم ينادي مناد " هذه جهنم التي كنتم توعدون اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون " فحينئذ تجثو الأمم على ركبها وتضع كل ذات حمل حملها ، وتذهل كل مرضعة عما أرضعت ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{هَٰذِهِۦ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ} (63)

ولما أنكر عليهم أن يفعلوا فعل من لا عقل له ، قال متمماً للخزي : { هذه } إشارة لحاضر أما حال الوقوف على شفيرها أو الدّع فيها { جهنم } أي التي تستقبلكم بالعبوسة والتجهم كما كنتم تفعلون بعبادي الصالحين : { التي كنتم } أي كوناً هيأتكم به لقبول ما يمكن كونه بما غرزته فيكم من العقول . ولما كان المحذور الإيعاد بها ، لا كونه من معين ، قال بانياً للمفعول : { توعدون * } أي إن لم ترجعوا عن غيّكم