تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{۞قُلۡ إِنِّي نُهِيتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلۡبَيِّنَٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (66)

النهي عن عبادة غير الله ، وسبب النهي

{ قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين 66 هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون 67 هو الذي يحي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون 68 }

المفردات :

البينات : البراهين والآيات الواضحة التي تدلّ على التوحيد .

أسلم : انقاد وأخلص .

66

التفسير :

66-{ قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين } .

هذه الآية مرتبطة بما قبلها ، فقد بينت الآيات السابقة أن الله تعالى متصف بصفات الجلال والكمال ، وهنا تقول الآية : قل لهم يا محمد : إن الله تعالى نهاني أن أعبد الأصنام أو الأوثان أو الأحجار التي تعبدونها من دون الله ، بعد أن اختارني رسولا ، وأنزل عليّ الوحي ، وظهرت لي البينات والدلائل على قدرة الله البالغة ، فهو سبحانه خالق الأكوان وخالق الأنفس ، وهو الذي صوركم فأحسن صوركم ، وهو خالق كل شيء ، لذلك أمرنا أن نعبده وحده ، وأن نخلص له العبادة ، ولا نعبد أحدا سواه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{۞قُلۡ إِنِّي نُهِيتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلۡبَيِّنَٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (66)

{ 66 - 68 } { قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }

لما ذكر الأمر بإخلاص العبادة للّه وحده ، وذكر الأدلة على ذلك والبينات ، صرح بالنهي عن عبادة ما سواه فقال : { قُلْ } يا أيها النبي { إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ } من الأوثان والأصنام ، وكل ما عبد من دون الله .

ولست على شك من أمري ، بل على يقين وبصيرة ، ولهذا قال : { لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } بقلبي ولساني ، وجوارحي ، بحيث تكون منقادة لطاعته ، مستسلمة لأمره ، وهذا أعظم مأمور به ، على الإطلاق ، كما أن النهي عن عبادة ما سواه ، أعظم مَنْهِيٍّ عنه ، على الإطلاق .

ثم قرر هذا التوحيد ، بأنه الخالق لكم والمطور لخلقتكم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{۞قُلۡ إِنِّي نُهِيتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلۡبَيِّنَٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (66)

قوله تعالى : { قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين } وذلك حين دعي إلى الكفر .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{۞قُلۡ إِنِّي نُهِيتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلۡبَيِّنَٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (66)

قوله تعالى : " قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله " أي قل يا محمد : نهاني الله الذي هو الحي القيوم ولا إله غيره " أن اعبد " غيره . " لما جاءني البينات من ربي " أي دلائل توحيده " وأمرت أن أسلم لرب العالمين " أذل وأخضع " لرب العالمين " وكانوا دعوه إلى دين آبائه ، فأمر أن يقول هذا .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{۞قُلۡ إِنِّي نُهِيتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلۡبَيِّنَٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (66)

ولما أمر سبحانه بما دل على استحقاقه إياه ، أنتج قطعاً قوله : { قل } أي لهؤلاء الذين يجادلونك في التوحيد والبعث مقابلاً لإنكارهم بالتأكيد : { إني نهيت } أي ممن لا ناهي غيره ، نهياً عاماً ببراهين العقل ، ونهياً خاصاً بأدلة النقل { أن أعبد } ولما أهلوهم لأعلى المقامات ، عبر عنهم إرخاء للعنان بقوله : { الذين تدعون } أي يؤهلونهم لأن تدعوهم ، ودل على سفولهم بقوله تعالى : { من دون الله } أي الذي له الكمال كله ، ودل على أنه ما كان متعبداً قبل البعث بشرع أحد بقوله : { لما جاءني البينات } أي الحجج الواضحة جداً من أدلة العقل والنقل ظاهرة ، ولفت القول إلى صفة الإحسان تنبيهاً على أنه كما يسخف الإفراد بالعبادة لذاته يستحقها شكراً لإحسانه فقال : { من ربي } أي المربي لي تربية خاصة هي أعلى من تربية كل مخلوق سواي ، فلذلك أنا أعبده عبادة تفوق عبادة كل عابد .

ولما أخبر بما يتخلى عنه ، أتبعه الأمر بما يتحلى به فقال : { وأُمرت أن أسلم } أي بأن أجدد إسلام كليتي في كل وقت على سبيل الدوام { لرب العالمين * } لأن كل ما سواه مربوب فالإقبال عليه خسار ، وإذا نهى هو صلى الله عليه وسلم عن ذلك وأمر بهذا لكون الآمر والناهي ربه لأنه رب كل شيء ، كان غيره مشاركاً له في ذلك لا محالة .