تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{۞قُلۡ إِنِّي نُهِيتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلۡبَيِّنَٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (66)

الآية 66 وقوله تعالى : { قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي } كان الكفرة دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . إلى عبادة ما عبدوا هم من الأصنام ، فقال : { إِنِّي نُهِيتُ } عن

ذلك ، وهو كما ذكر في غير آية من القرآن حين{[18352]} قال : { قل إني أُمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين } [ الزمر : 11 ] وقال : { ولا تكونن من المشركين } [ القصص : 87 ] وغير ذلك من الآيات .

وقوله تعالى : { لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي } يحتمل وجهين :

[ أحدهما ]{[18353]} : إن كان المراد من البيّنات القرآن والآيات التي نزلت معجزة له وعلى ما قاله أهل التأويل فهو على التأكيد والإبلاغ ، وإن كان النهي عن عبادة غير الله تعالى والشرك بالله لازما [ فهو ]{[18354]} قبل مجيء الرسل وما أتوا من البينات على ما تقدم ، والله أعلم .

والثاني : يحتمل قوله : { لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي } لما جاءني من ربي العقل وما{[18355]} يعرف به ذلك . ويكون قوله : { جاءني } أي ظهر لي كقوله تعالى : { جاء الحق } [ الإسراء : 81 ] أي ظهر الحق ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } أي أمرت أن أجعل الخلق وكل شيء لله سالما خالصا ، لا أشرك فيه{[18356]} غيره ، والله الموفّق .


[18352]:في الأصل وم: حيث.
[18353]:ساقطة من الأصل وم.
[18354]:ساقطة من الأصل وم.
[18355]:في الأصل وم: ولم.
[18356]:في الأصل وم: فيها.