تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (26)

{ لله ما في السموات والأرض إن الله هو الغني الحميد . . . }

التفسير :

الله تعالى له ما في السموات من أملاك وأفلاك وأبراج وشموس وأقمار وغير ذلك وله ما في الأرض من خلق وشجر ونهر وبحر وجبل وسهل وغير ذلك له سبحانه ما فيهما ملكا وخلقا وتصرفا ، وليس ذلك لأحد سواه فلا يستحق العبادة فيهما غيره إن الله تعالى هو الغني : عن جميع خلقه الحميد : المحمود على سائر صفاته وألطافه وإنعامه .

قال تعالى : يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد . ( فاطر : 15 ) .

***

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (26)

وأن أعمال النبيين والصديقين ، والشهداء والصالحين ، لا تنفع اللّه شيئا وإنما تنفع عامليها ، واللّه غني عنهم ، وعن أعمالهم ، ومن غناه ، أن أغناهم وأقناهم في دنياهم وأخراهم .

ثم أخبر تعالى عن سعة حمده ، وأن حمده من لوازم ذاته ، فلا يكون إلا حميدا من جميع الوجوه ، فهو حميد في ذاته ، وهو حميد في صفاته ، فكل صفة من صفاته ، يستحق عليها أكمل حمد وأتمه ، لكونها صفات عظمة وكمال ، وجميع ما فعله وخلقه يحمد عليه ، وجميع ما أمر به ونهى عنه يحمد عليه ، وجميع ما حكم به في العباد وبين العباد ، في الدنيا والآخرة ، يحمد عليه .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (26)

ولما أثبت لنفسه سبحانه الإحاطة بأوصاف الكمال ، شرع يستدل على ذلك ، فقال مبيناً أن ما أخبر أنه صنعه فهو{[54153]} له : { لله } أي الملك الأعظم المحيط بجميع أوصاف الكمال خاصة دون غيره { ما في السماوات } كلها . ولما تحرر بما تقدم أنهم عالمون مقرون بما يلزم عنه وحدانيته ، لم يؤكد بإعادة { ما } و{[54154]} الجار ، {[54155]}بل قال{[54156]} : { والأرض } أي{[54157]} كلها كما كانتا مما صنعه ، فلا يصح أن يكون شيء من ذلك له شريكاً .

ولما ثبت ذلك أنتج قطعاً قوله : { إن الله } {[54158]}أي الملك الأعظم{[54159]} { هو } أي وحده ، وأكد لأن{[54160]} ادعائهم الشريك يتضمن إنكار غناه ، ولذلك أظهر موضع الإضمار إشارة إلى أن كل ما وصف به فهو ثابت له مطلقاً من غير تقييد بحيثيته { الغني } مطلقاً ، لأن جميع الأشياء له ومحتاجة إليه ، وليس محتاجاً إلى شيء أصلاً . ولما كان الغني قد لا يوجب الحمد لله : { الحميد * } أي{[54161]} المستحق لجميع المحامد ، لأنه المنعم على الإطلاق ، المحمود بكل لسان ألسنة الأحوال والأقوال ، ولو كان نطقها ذماً فهو حمد من حيث إنه هو الذي أنطقها ، ومن قيد الخرس أطلقها .


[54153]:سقط من ظ.
[54154]:سقطت الواو من ظ وم.
[54155]:في ظ ومد: فقال.
[54156]:في ظ ومد: فقال.
[54157]:سقط من ظ.
[54158]:سقط ما بين الرقمين من م.
[54159]:سقط ما بين الرقمين من م.
[54160]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: كان.
[54161]:سقط من ظ.