سرهم : الحديث الذي حدّثوا به أنفسهم .
نجواهم : تناجيهم وتحادثهم ، وناجاه : حادثه .
ورسلنا : المراد بالرسل هنا : الملائكة الحفظة .
80- { أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون } .
يخطئ الكفار حين يظنون أن الله لا يراهم ولا يشاهد عملهم ، بل الواقع أن الله تعالى مطلع على { سرهم } وهو حديث النفس الذي يحدثون به أنفسهم ، ومطلع على { نجواهم } وهو التشاور والتحاور لإحكام الخطة والمكر والكيد للإسلام ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
وإن الملائكة والحفظة تسجل عليهم صغيرها وكبيرها ، ثم يحاسبون عليها يوم القيامة .
قال تعالى : { إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } . ( ق : 17 ، 18 ) .
من ستر من الناس ذنوبه وأبداها للذي لا يخفى عليه شيء في السماوات ولا في الأرض ، فقد جعل ربه أهون الناظرين إليه .
{ أَمْ يَحْسَبُونَ } بجهلهم وظلمهم { أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ } الذي لم يتكلموا به ، بل هو سر في قلوبهم { وَنَجْوَاهُمْ } أي : كلامهم الخفي الذي يتناجون به ، أي : فلذلك أقدموا على المعاصي ، وظنوا أنها لا تبعة لها ولا مجازاة على ما خفي منها .
فرد اللّه عليهم بقوله : { بَلَى } أي : إنا نعلم سرهم ونجواهم ، { وَرُسُلُنَا } الملائكة الكرام ، { لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } كل ما عملوه ، وسيحفظ ذلك عليهم ، حتى يردوا القيامة ، فيجدوا ما عملوا حاضرا ، ولا يظلم ربك أحدا .
{ أم يحسبون } الآية : روي أنها نزلت في الأخنس بن شريق والأسود بن عبد يغوث اجتمعا وقال الأخنس أترى الله يسمع سرنا ، فقال الآخر : يسمع نجوانا ولا يسمع سرنا .
{ سرهم ونجواهم } السر ما يحدث الإنسان به نفسه أو غيره في خفية ، والنجوى ما تكلموا به فيما بينهم .
{ بلى } أي : نسمع ورسلنا مع ذلك تكتب ما يقولون والرسل هنا الملائكة الحافظون للأعمال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.