فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّا لَا نَسۡمَعُ سِرَّهُمۡ وَنَجۡوَىٰهُمۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيۡهِمۡ يَكۡتُبُونَ} (80)

{ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ } أي بل أيحسبون أنا لا نسمع ما يسرون في أنفسهم أو ما يتحادثون به سرا في مكان خال ، وما يتناجون به فيما بينهم { بَلَى } نسمع ذلك ونعلم له { وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } أي الحفظة عندهم يكتبون جميع ما يصدر عنهم من قول أو فعل . عن يحيى بن معاذ قال من ستر من الناس ذنوبه وأبداها لمن لا تخفى عليه فقد جعله أهون الناظرين إليه وهو من أمارات النفاق .

أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال : ( بينا ثلاثة بين الكعبة وأستارها قرشيان وثقفي ، أو ثقفيان وقرشي ، فقال واحد منهم : أترون أن الله يسمع كلامنا ؟ فقال واحد : إذا جهرتم يسمع ، وإذا أسررتم لم يسمع فنزلت هذه الآية ) .