أنكالا : جمع نكل ، وهو القيد الثقيل أو الشديد .
ذا غصة : يغصّ به فلا يستساغ في الحلق ، كالضريع والزقّوم ، والغسلين والشوك من نار ، فلا يخرج ولا ينزل .
12 ، 13- إن لدينا أنكالا وجحيما* وطعاما ذا غصّة وعذابا أليما .
إن عندنا لهؤلاء الكفار المكذبين بهدى السماء ، قيودا وأغلالا ، ونارا متقدة مؤججة مضطربة . جحيما . وطعاما ذا شوك يأخذ بالحلق ، فلا يدخل ولا يخرج ، كالضريع والزقوم والغسلين . وألوانا أخرى من العذاب المؤلم ، من بينها الهوان والمذلّة والقتام ، وتوقّع ألوان العذاب .
قال تعالى : ووجوه يومئذ باسرة* تظن أن يفعل بها فاقرة . ( القيامة : 24 ، 25 ) .
" وطعاما ذا غصة " أي غير سائغ ، يأخذ بالحلق ، لا هو نازل ولا هو خارج ، وهو الغسلين والزقوم والضريع ، قاله ابن عباس . وعنه أيضا : انه شوك يدخل الحلق ، فلا ينزل ولا يخرج . وقال الزجاج : أي طعامهم الضريع ، كما قال : " ليس لهم طعام إلا من ضريع " [ الغاشية : 6 ] وهو شوك كالعوسج . وقال مجاهد : هو الزقوم ، كما قال : " إن شجرة الزقوم طعام الأثيم " [ الدخان :43 - 44 ] . والمعنى واحد . وقال حمران بن أعين : قرأ النبي صلى الله عليه وسلم ( إن لدينا أنكالا وجحيما . وطعاما ذا غصة ) فصعق . وقال خليد بن حسان : أمسى الحسن عندنا صائما ، فأتيته بطعام فعرضت له هذه الآية " إن لدينا أنكالا وجحيما . وطعاما " فقال : ارفع طعامك . فلما كانت الثانية أتيته بطعام فعرضت له هذه الآية ، فقال : ارفعوه . ومثله في الثالثة ، فانطلق ابنه إلى ثابت البناني ويزيد الضبي ويحيى البكاء فحدثهم ، فجاؤوه فلم يزالوا به حتى شرب شربة من سويق . والغصة : الشجا ، وهو ما ينشب في الحلق من عظم أو غيره . وجمعها غصص . والغصص بالفتح مصدر قولك : غصصت يا رجل تغص ، فأنت غاص بالطعام وغصان ، وأغصصته أنا ، والمنزل غاص بالقوم أي ممتلئ بهم .
ولما أتم ما يقابل تكذيبهم ، أتبعه ما يقابل النعمة فقال : { وطعاماً ذا غصة } أي صاحب انتشاب في الحلق كالضريع والزقوم يشتبك فيه فلا يسوغ{[69501]} : لا ينزل ولا يخرج بما{[69502]} كانوا يعانونه من تصفية المآكل والمشارب{[69503]} ، وإفراغ الجهد {[69504]}في الظفر بجميع{[69505]} المآرب . ولما خص عم فقال : { وعذاباً أليماً * } أي مؤلما-ً{[69506]} شديد الإيلام لا يدع لهم عذوبة بشيء من الأشياء أصلاً بما كانوا يصفون به أوقاتهم ويكدرون على من يدعوهم إلى ما ينفعهم بالخلاص من قيود المشاهدات والعروج{[69507]} من حضيض الشهوات إلى أوج الباقيات الصالحات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.