تسمى سلسبيلا : سهل الدخول في الحلق لعذوبته وصفاته .
ويسقون من عين في الجنة تسمى السلسبيل ، سميت بذلك لسلالة مائها ، وسهولة جريها وانحدارها واستساغتها في حلوقهم ، والفائدة في تسمية العين بالسلسبيل بعد أن ذكر أن الخمر تمزج بالزنجبيل ، أن العرب تستلذ الزنجبيل وتستطيبه لطيب رائحته ، ولأنه يحدث لذعا في اللسان ، ويهضم المأكول ، ولهذا يذكرون الزنجبيل في وصف رضاب النساء ، فذكر القرآن أن الخمر رغم أنها تمزج بالزنجبيل إلا أنها في طعم الزنجبيل وليس فيها اللّذغ ، بل فيها السلاسة وسهولة الانحدار في الحلق ، وسهولة المساغ كالسلسبيل .
" عينا " بدل من كأس . ويجوز أن ينتصب بإضمار فعل أي يسقون عينا . ويجوز نصبه بإسقاط الخافض أي من عين على ما تقدم في قوله تعالى : " عينا يشرب بها عباد الله " [ الإنسان : 6 ] . " فيها " أي في الجنة
" تسمى سلسبيلا " السلسبيل الشراب اللذيذ ، وهو فعليل من السلالة . تقول العرب : هذا شراب سلس وسلسال وسلسل وسلسبيل بمعنى ، أي طيب الطعم لذيذه . وفي الصحاح : وتسلسل الماء في الحلق جرى ، وسلسلته أنا صببته فيه ، وماء سلسل وسلسال : سهل الدخول في الحلق لعذوبته وصفائه ، والسلاسل بالضم مثله .
وقال الزجاج : السلسبيل في اللغة : اسم لما كان في غاية السلاسة ، فكأن العين سميت بصفتها . وعن مجاهد قال : سلسبيلا : حديدة الجرية تسيل في حلوقهم انسلالا .
ونحوه عن ابن عباس : إنها الحديدة الجري . ذكره الماوردي ، ومنه قول حسان بن ثابت رضي الله عنه :
يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَرِيصَ عليهم *** بَرَدَى يُصَفِّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ{[15690]}
وقال أبو العالية ومقاتل : إنما سميت سلسبيلا ؛ لأنها تسيل عليهم في الطرق وفي منازلهم ، تنبع من أصل العرش من جنة عدن إلى أهل الجنة . وقال قتادة : سلسة منقاد ماؤها حيث شاؤوا . ونحوه عن عكرمة . وقال القفال : أي تلك عين شريفة فسل سبيلا إليها . وروي هذا عن علي رضي الله عنه . وقوله : " تسمى " أي إنها مذكورة عند الملائكة وعند الأبرار وأهل الجنة بهذا الاسم . وصرف سلسبيل ؛ لأنه رأس آية ، كقوله تعالى : " الظنونا " [ الأحزاب : 10 ] و " السبيلا " [ الأحزاب : 67 ] .
ولما كان الزنجبيل عندنا شجراً يحتاج في تناوله إلى علاج ، أبان{[70676]} أنه هناك عين لا يحتاج في صيرورته زنجبيلاً إلى أن تحيله الأرض بتخميره فيها حتى يصير شجراً ليتحول عن طعم الماء إلى طعم الزنجبيل خرقاً للعوائد فقال : { عيناً فيها } أي{[70677]} الجنة يمزج فيها شرابهم كما يمزج بالماء .
ولما كان الزنجبيل يلذع{[70678]} الحلق فتصعب إساغته قال : { تسمى } أي-{[70679]} لسهولة إساغتها ولذة طعمها وسمو وصفها{[70680]} { سلسبيلاً } والسلسبيل والسلسل والسلسال ما كان من الشراب {[70681]}غاية في السلاسة{[70682]} ، زيدت فيه{[70683]} الباء دلالة على المبالغة في هذا المعنى ، قالوا : وشراب الجنة في برد الكافور وطعم الزنجبيل وريح المسك من غير لذع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.