تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (18)

14

المفردات :

عالم الغيب : ما غاب عن الأنظار ، ويشمل السرّ .

والشهادة : ما يشاهد بالحسّ ، ويشمل العلانية ، فلا يخفى عليه شيء .

العزيز : القوي في ملكه .

الحكيم : المتقن في صُنعه وتدبيره .

التفسير :

18- { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

هو سبحانه وتعالى عالم بما غاب وبما حضر ، مطلع على ما غاب وأخفته القلوب في أثنائها ، كعلمه بما هو حاضر وظاهر للعيان .

وهو ، الْعَزِيزُ . الغالب الذي لا يُغلب ولا يُقهر ، وهو القاهر فوق عباده . الْحَكِيمُ . الذي يجري كل أمر على مقتضى حكمته وتدبيره وإرادته سبحانه وتعالى .

ختام السورة:

خلاصة ما اشتملت عليه سورة التغابن

1- صفات الله الحسنى .

2- إنذار المشركين بذكر ما حلّ بمن قبلهم من الأمم ، مع بيان السبب فيما نالهم من ذلك .

3- إنكار المشركين للبعث ، وردّ عليهم .

4- بيان أن ما يحدث في الكون هو بأمر الله وتقديره .

5- تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لا يضيره إصرارهم على الكفر .

6- إن من الأزواج والأولاد أعداء للمرء .

7- الأموال والأولاد فتنة وابتلاء .

8- الحثّ على التقوى والإنفاق في سبيل الله .

******

* تم بحمد الله تعالى تفسير سورة ( التغابن ) مساء الثلاثاء 5 من ذي القعدة 1421 ه ، الموافق 30 من يناير 2001 م ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

i تفسير الطبري 28/79 .

ii انظر تفسير النيسابوري 28/80 ، ، والمعنى أن السعداء أخذوا أماكن الأشقياء في الجنة ، والأشقياء أخذوا أماكن السعداء في النار .

iii لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار :

رواه البخاري في الرقاق ( 6569 ) من حديث أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا ، ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة " .

iv كلمات القرآن تفسير وبيان ، للأستاذ حسنين محمد مخلوف ، مطابع دار المعارف 1976 م .

v انظر ذلك في تفسير الطبري أيضا ، حيث نقل أن صدر سورة التغابن مكي وآخرها مدني .

vi رواه الترمذي بإسناد آخر ، وقال : حسن صحيح .

vii انظر تفسير الطبري 28/81 ، والنيسابوري بهامش تفسير الطبري 28/81 .

viii تفسير الطبري 28/83 .

ix كل مولود يولد على الفطرة :

رواه البخاري في الجنائز ( 1358-1359-1385 ) وفي التفسير ( 4775 ) وفي القدر ( 6599 ) ومسلم في القدر ( 2658 ) ومالك في الموطأ كتاب الجنائز ( 569 ) وأبو داود في السنة ( 4714 ) والترمذي في القدر ( 2138 ) وأحمد في مسنده ( 7141 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " كل مولود يولد على الفطرة فأبوا يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء " .

x مختصر تفسير ابن كثير ، تحقيق محمد علي الصابوني ( هامش ) دار الصابوني 25 شارع عباس يوسف ، مدينة نصر القاهرة ت : 61824 .

xi لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار :

تقدم تخريجه انظر هامش ( 109 ) .

xii تفسير القرطبي ، مطبعة دار الغد العربي ، ص 6806 الطبعة الثانية سنة 1996م .

xiii عجبا لأمر المؤمن :

أخرجه مسلم ( 2999 ) واللفظ له ، وأحمد ( 18455-23406 -18460-23412 ) والدارمي ( 2777 ) ، من حديث صهيب بن سنان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " .

xiv مختصر تفسير ابن كثير ، تحقيق محمد علي الصابوني ، وفي هامشه : أخرجه ابن أبي حاتم ، ورواه الترمذي وقال : حسن صحيح .

xv إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، هل رضيتم :

رواه البخاري في الرقاق باب : صفة الجنة والنار ( 6183 ) وفي التوحيد باب : كلام الرب مع أهل الجنة ( 7080 ) ومسلم في الجنة ، وصفة نعيمها وأهلها ، باب : إحلال الرضوان على أهل الجنة ، فلا يسخط عليهم أبدا ( 2829 ) والترمذي في صفة الجنة ( 2680 ) من حديث أبي سعيد الخدري ، ولفظه : " إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة : فيقولون : لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك ، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ، فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون : وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا " . وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .

xvi ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فائتوا منه ما استطعتم :

رواه البخاري في كتاب لاعتصام ( 7228 ) ، ومسلم في كتاب الفضائل ( 1337 ) والترمذي في العلم ( 2679 ) والنسائي في المناسك ( 2619 ) وابن ماجة في المقدمة( 2 ) وأحمد ( 7320 ) من حديث أبي هريرة .