السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (18)

{ عالم الغيب } وهو ما غاب عن الخلق كلهم فيشمل ما هو داخل القلب مما تؤثره الجبلة ، ولا علم لصاحب القلب به فضلاً عن غيره { والشهادة } وهو كل ما ظهر وكان بحيث يعلمه الخلق ، وهذا الوصف داع إلى الإحسان من حيث إنه موجب للمؤمن ترك ظاهر الإثم وباطنه ، وكل قصور وفتور وغفلة وتهاون فيعبد الله تعالى كأنه يراه { العزيز } أي : الذي يغلب كل شيء ولا يغلبه شيء { الحكيم } أي : بالغ الحكمة التي يعجز عن إدراكها الخلائق .

وقال ابن الأنباري : الحكيم : هو المحكم لخلق الأشياء ، فصرف عن مفعل إلى فعيل ، ومنه قوله تعالى : { الم 1 تلك آيات الكتاب الحكيم } [ لقمان : 1 2 ] معناه : المحكم فصرف من مفعل إلى فعيل .

ختام السورة:

وما قاله البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه صلى الله عليه وسلم قال «من قرأ سورة التغابن رفع عنه موت الفجأة » حديث موضوع .