تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (18)

الآية 18 وقوله تعالى : { عالم الغيب والشهادة } يعني : عالم ما غاب من أفعال الخلق عن الملائكة ، وعالم ما شهدوا من أفعالهم ، وعالم بما غاب عن العباد وبما شهده العباد .

وقوله تعالى : { العزيز } الذي لا يعجزه شيء ، و{ الحكيم } الذي لا يلحقه الخطأ في تدبيره .

ثم المعتاد في القرآن أنه يذكر { العزيز الحكيم } بعد ذكره خلق الكفرة ليعلم أن فسادهم ، لا يوجب وهنا في حكمته وتدبيره ولا يبطل عزه وسلطانه ، لأن من صنع إلى آخر شيئا يعلم أنه يفسده{[21423]} دل ذلك على جهله بالتدبير ، وإذا استعمل عبده بما يهلكه دل على ذله .

فأخبر بعد [ ذكره ]{[21424]} خلق الكفرة أنه عزيز ليعلم أن كفرهم ، لا يوجب نقصا في عزه ، ولا يدخل ذلا عليه ، وأن فسادهم لا يخرجه عن الحكمة . والله المستعان .


[21423]:في الأصل وم يفسد
[21424]:ساقطة من الأصل وم.