اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (18)

قوله : { عَالِمُ الغيب والشهادة } .

أي : ما غاب وحضر ، «وهُوَ العَزيزُ » الغالب القاهر ، فهو من صفات الأفعال ، ومنه قوله - عز وجل - : { تَنزِيلُ الكتاب مِنَ الله العزيز الحكيم } [ الزمر : 1 ] أي : من الله القاهر المُحْكم خالق الأشياء{[56944]} .

وقال الخطابي{[56945]} : وقد يكون بمعنى نفاسة القدر ، يقال منه : «عَزَّ يَعِزُّ » - بكسر العين - فيكون معنى العَزِيز على هذا أنه لا يعادله شيء وأنه لا مثل له «الحَكِيمُ » في تدبير خلقه .

وقال ابن الأنباري : «الحَكِيمُ » هو المُحْكِم الخلق للأشياء ، صرف عن «مفعل » إلى «فعيل » ومنه قوله - عز وجل - : { الم تِلْكَ آيَاتُ الكتاب الحكيم }[ لقمان : 1 ، 2 ] .

فصرف عن «مفعل » إلى «فعيل » والله أعلم .

ختام السورة:

روى الثعلبي عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَا مِنْ مولُودٍ يُولَدُ إلاَّ وهو على الفطرة فِي تَشَابِيكِ رَأسِهِ مَكتُوبٌ خَمْسُ آيَاتٍ من فَاتحةِ سُورةِ التَّغَابنِ »{[1]} .

وعن زرّ بن حبيش قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَن قَرَأ سُورَةَ التَّغَابُنِ رَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ مَوْتَ الفُجَاءَةِ »{[2]} والله أعلم .


[1]:في النسختين تقدم. وندم تصحيح من الرازي. وانظر تصحيح ذلك وغيره في تفسير الإمام 28/117.
[2]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/605) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.
[56944]:ينظر: القرطبي 128/97.
[56945]:ينظر السابق.