السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأَرَادُواْ بِهِۦ كَيۡدٗا فَجَعَلۡنَٰهُمُ ٱلۡأَخۡسَرِينَ} (70)

{ وأرادوا به كيداً } أي : مكراً في إضراره بالنار ، وبعد خروجه منها { فجعلناهم } أي : بما لنا من الجلال { الأخسرين } أي : أخسر من كل خاسر عاد سعيهم برهاناً قاطعاً على أنهم على الباطل ، وإبراهيم على الحق ، وموجباً لزيادة درجته واستحقاقهم أشدّ العذاب ، وقد أرسل الله تعالى على نمروذ ، وعلى قومه البعوض فأكلت لحومهم ، وشربت دماءهم ودخلت في دماغه بعوضة ، فأهلكته .

فائدة : وقع مثل هذه القصة لبعض أتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أبو مسلم الخولانيّ طلبه الأسود العنسي لما ادّعى النبوّة فقال له : اشهد أني رسول الله ، قال : ما أسمع ، قال : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ قال : نعم ، فأمر بنار ، فألقي فيها ، ثم وجده قائماً يصلي فيها ، وقد صارت عليه برداً وسلاماً ، وقدم المدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فأجلسه عمر بينه وبين أبي بكر رضي الله عنهم ، وقال عمر : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله .