السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ نَافِلَةٗۖ وَكُلّٗا جَعَلۡنَا صَٰلِحِينَ} (72)

ولما ولد لإبراهيم عليه السلام في حال شيخوخته وعجز امرأته مع كونها عقيماً ، وكان ذلك دالاً على الاقتدار على البعث الذي السياق كله له قال تعالى : { ووهبنا له } دالاً على ذلك بنون العظمة { إسحاق } أي : من شبه العدم وترك شرح حاله لتقدّمه أي : فكان ذلك دليلاً على اقتدارنا على ما نريد لاسيما من إعادة الخلق في يوم الحساب ، ثم إنه قد يظن أنه لتولده بين شيخٍ فانٍ وعجوز عقيم كان على حالة من الضعف لا يولد لمثله معها نفى ذلك بقوله تعالى : { ويعقوب نافلة } أي : ولداً لإسحاق زيادة على ما دعا به إبراهيم عليهما السلام ، ثم نمى سبحانه وتعالى أولاد يعقوب ، وهو إسرائيل وذرّياتهم إلى أن ساموا النجوم عدّة وباروا الجبال شدّة { وكلاً } من هؤلاء الأربعة وهم إبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب وعظم رتبتهم بقوله تعالى : { جعلنا صالحين } أي : مهيئين لطاعتهم لله تعالى لكل ما يرونه أو يرادون له ، أو يراد منهم .