السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ وَعَادٞ وَثَمُودُ} (42)

ولما بين سبحانه وتعالى فيما تقدّم إخراج الكفار للمؤمنين من ديارهم بغير حق وأذن في مقاتلتهم وضمن لرسوله صلى الله عليه وسلم النصرة وبين أنّ الله عاقبة الأمور أردفه بما يرجي مجرى التسلية للنبيّ صلى الله عليه وسلم في الصبر على ما هم عليه من أذيته وأذية المؤمنين بالتكذيب وغيره فقال تعالى : { وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم } أي : قبل قومك { قوم نوح } وتأنيث قوم باعتبار المعنى وتحقير المكذبين في قدرته وإن كانوا من أشدّ الناس { وعاد } أي : ذوو الأبدان الشداد قوم هود { وثمود } ولو الأبنية الطوال في السهول والجبال قوم صالح .