السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّـٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ} (41)

وقوله تعالى : { الذين إن مكناهم } أي : بما لنا من القدرة { في الأرض } بإعلائهم على ضدّهم { أقاموا الصلاة } أي : التي هي عماد الدين الدالة على المراقبة والإعراض عن تحصيل الفاني { وآتوا الزكاة } أي المؤذنة بالزهد في الحاصل منه المؤذن بعمل النفس للرحيل { وأمروا بالمعروف } أي : الذي أمر الله تعالى ورسوله به { ونهوا عن المنكر } أي : الذي نهى الله ورسوله عنه وصف للذين هاجروا وهو إخبار من الله تعالى بظهر الغيب عما ستكون عليه سيرة المهاجرين والأنصار رضي الله تعالى عنهم ، وعن عثمان رضي الله تعالى عنه هذا والله ثناء قبل بلاء يريد أن الله تعالى أثنى عليهم قبل أن يحدثوا من الخير ما أحدثوا .

تنبيه : في ذلك دليل على صحة خلافة الأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين إذ لم يستجمع ذلك غيرهم من المهاجرين وإذا ثبت ذلك وجب أن يكونوا على الحق ولا يجوز حمل الآية على أمير المؤمنين عليّ وحده لأنّ الآية دالة على الجمع ، وعن الحسن هم أمّة محمد صلى الله عليه وسلم وقيل : الذين منصوب بدل من قوله تعالى من ينصره { والله } أي : الملك الأعلى { عاقبة الأمور } أي : آخر أمور الخلق ومصيرها إليه في الآخرة فلا يكون لأحد فيها أمر حتى أنه لا ينطق أحد إلا بإذن منه .