السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ} (39)

ثم أذن الله تعالى لهم قتالهم بقوله تعالى : { أذن للذين يقاتلون } أي : المشركين والمأذون فيه وهو في القتال محذوف لدلالة يقاتلون عليه { بأنهم } أي بسبب أنهم { ظلموا } فكانوا يأتونه صلى الله عليه وسلم بين مضروب ومشجوج يتظلمون إليه فيقول لهم : اصبروا فإني لم أومر بالقتال حتى هاجر فأنزلت وهي أوّل آية نزلت في القتال بعد ما نهى عنه في نيف وسبعين آية وقيل نزلت في قوم بأعيانهم مهاجرين من مكة إلى المدينة فاعترضهم مشركو مكة فأذن الله لهم في قتال الكفار الذي منعوهم من الهجرة بأنهم ظلموا واعتدوا عليهم بالإيذاء وقرأ نافع وأبو عمرو وعاصم بضم الهمزة والباقون بفتحها .

ولما كان التقدير فإنّ الله أراد إظهار دينه بهم عطف عليه قوله تعالى : { وإنّ الله } أي : الذي هو الملك الأعلى { على نصرهم لقدير } وفي ذلك وعد من الله بنصر المؤمنين .