السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَقَدۡ وُعِدۡنَا هَٰذَا نَحۡنُ وَءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (68)

ثم أقام الكفار الدليل في زعمهم على ذلك فقالوا تعليلاً لاستبعادهم : { لقد وعدنا هذا } أي : الإخراج من القبور كما كنا أوّل مرّة { نحن وآباؤنا من قبل } أي : قبل محمد فقد مرّت الدهور على هذا الوعد ولم يقع منه شيء فذلك دليل على أنه لا حقيقة له ، فكأنه قيل : فما فائدة المراد به فقالوا { إن } أي : ما { هذا إلا أساطير الأوّلين } أي : أحاديثهم وأكاذيبهم التي كتبوها ولا حقيقة لها .

تنبيه : أساطير الأوّلين : جمع أسطورة بالضم أي : ما سطر من الكذب ، فإن قيل : لم قدم في هذه الآية هذا ، على نحن وآباؤنا ، وفي آية أخرى قدم نحن وآباؤنا ، على هذا ؟ أجيب : بأنّ التقديم دليل على أنّ المقدّم هو الغرض المقصود بالذكر وأنّ الكلام إنما سيق لأجله ، ففي إحدى الآيتين دل على أنّ إيجاد البعث هو الذي تعمد بالكلام وفي الأخرى على أنّ إيجاد المبعوث بذلك الصدد .