السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعۡضُ ٱلَّذِي تَسۡتَعۡجِلُونَ} (72)

ثم أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يجيبهم بقوله تعالى : { قل } لهم { عسى أن يكون ردف لكم } أي : تبعكم وردفكم ولحقكم ، فاللام مزيدة على هذا للتأكيد كالباء في قوله { ولا تلقوا بأيديكم } ( البقرة ، 195 ) ويصح أن يكون تضمن ردف معنى فعل فتعدى باللام نحو دنا وقرب وأردف وبهذا فسره ابن عباس ، وقد عدّي بمن في قول القائل :

فلما ردفنا من عمير وصحبه *** تولوا سراعاً والمنية تعنق

يعني دنونا من عمير { بعض الذي تستعجلون } أي : فحصل لهم القتل ببدر وباقي العذاب يأتي بعد الموت .

تنبيه : عسى ولعلّ وسوف في مواعيد الملوك كالجزم بها ، وإنما يطلقون إظهاراً لوقارهم وإشعاراً بأنّ الرمز منهم كالتصريح من غيرهم وعليه جرى وعد الله ووعيد .