السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُم بِحُكۡمِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ} (78)

ولما ذكر تعالى دليل فضله أتبعه دليل عدله بقوله تعالى : { إن ربك } أي : المحسن إليك بما لم يصل إليه أحد { يقضي بينهم } أي : بين جميع المختلفين { بحكمه } أي : الذي هو أعدل حكم وأتقنه وأنفذه ، فإن قيل : القضاء والحكم شيء واحد فقوله تعالى : { يقضي بينهم بحكمه } أي : بما يحكم به كقوله يقضي بقضائه ويحكم بحكمه ؟ أجيب : بأنّ معنى قوله تعالى : { بحكمه } أي : بما يحكم به وهو عدله لأنه لا يقضي إلا بالعدل فسمى المحكوم به حكماً أو أراد بحكمته { وهو } أي : والحال أنه هو { العزيز } أي : فلا يردّ له أمر { العليم } فلا يخفى عليه سرّ ولا جهر .