فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُم بِحُكۡمِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ} (78)

{ العزيز } الغالب الذي لا يغلب .

{ العليم } المحيط علما بكل شيء .

{ إن ربك يقضي بينهم بحكمه } وسيفصل الله تعالى بين المؤمنين وبين الناس ، وسيقضي بين الذين اهتدوا بالكتاب والذين اختلفوا فيه ، وبين الإسرائيليين وبعضهم ، وبينهم وبين غيرهم- [ فيجازي المحق والمبطل ، وقيل : يقضي بينهم في الدنيا فيظهر ما حرفوه ، { وهو العزيز } المنيع الغالب الذي لا يرد أمره { العليم } الذي لا يخفى عليه شيء ]{[2949]} ، { بحكمه } قيل أي بحكمته جل شأنه . . . وقيل : المراد بالحكم المحكوم به إطلاقا للمصدر على اسم المفعول ، والمراد بالمحكوم به الحق والعدل ، وعلى الوجهين لم يبق المعنى المصدري والداعي لذلك أن{ يقضي } بمعنى : يحكم ، فلو بقي الحكم على المعنى المصدري لصار الكلام نحو قولك : زيد يضرب بضربه ، وهو لا يقال مثله في كلام عربي . . . وقيل عليه : ليس المانع لصحة مثل هذا القول إضافة المصدر إلى ضمير الفاعل فإنه لا كلام في صحته ، كإضافته إلى ضمير المفعول في : ) . . وسعى لها سعيها . . ( {[2950]} إنما المانع دخول الباء على المصدر المؤكد- ، {[2951]}


[2949]:ما بين العلامتين[ ] من الجامع لأحكام القرآن.
[2950]:من سورة الإسراء. من الآية 19.
[2951]:ما بين العارضتين من روح المعاني.