الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُم بِحُكۡمِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ} (78)

{ بَيْنَهُم } بين من آمن بالقرآن ومن كفر به .

فإن قلت : ما معنى يقضي بحكمه ؟ ولا يقال زيد يضرب بضربه ويمنع بمنعه ؟ قلت . معناه بما يحكم به وهو عدله ، لأنه لا يقضي إلا بالعدل ، فسمى المحكوم به حكماً . أو أراد بحكمته - وتدل عليه قراءة من قرأ بحكمه : جمع حكمة . { وَهُوَ العزيز } فلا يردّ قضاؤه { العليم } بمن يقضي له وبمن يقضي عليه ، أو العزيز في انتقامه من المبطلين ، العليم بالفصل بينهم وبين المحقين .