كما قال تعالى : { من جاء بالحسنة } أي : الكاملة وهي الإيمان ، وعن ابن عباس الحسنة كلمة الشهادة { فله خير } أي : أفضل { منها } مضاعفاً أقلّ ما يكون عشرة أضعاف إلى ما لا يعلمه إلا الله تعالى ، وقيل له خير : حاصل من جهتها وهو الجنة وفسر الجلال المحلي الحسنة بلا إله إلا الله ، وقال في { فله } خير منها ، أي : بسببها فليس للتفضيل إذ لا فعل خير منها وهذا يناسب القول الثاني { وهم } أي : الجاؤون بها { من فزع يومئذ } أي : يومئذ إذ وقعت هذه الأحوال العظيمة { آمنون } أي : حتى لا يحزنهم الفزع الأكبر .
وقرأ يفعلون ابن كثير وأبو عمرو وهشام بالياء التحتية على الغيبة ، والباقون بالفوقية على الخطاب ، وقرأ وهم من فزع يومئذ آمنون الكوفيون بتنوين العين ، والباقون بغير تنوين وهم أعمّ فإنه يقتضي الأمن من جميع فزع ذلك اليوم ، وأمّا قراءة التنوين فتحتمل معنيين من فزع واحد وهو خوف العذاب ، وأمّا ما يلحق الإنسان من الرعب ومشاهدته فلا ينفك منه أحد ، ومن فزع شديد مفرط الشدّة لا يكتنهه الوصف وهو خوف النار ، وقرأ نافع والكوفيون : بفتح الميم من يومئذ والباقون بكسرها فإن قيل : أليس قال تعالى في أوّل الآية { ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله } ( النمل ، 87 ) فكيف نفى الفزع ههنا ؟ أجيب : بأنّ الفزع الأوّل لا يخلو منه أحد عند الإحساس بشدّة تقع أو هول يفجأ إلا ما استثنى وإن كان المحسن آمناً من لحاق الضرر ، وأما الثاني فهو الخوف من العذاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.