السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِي ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ} (81)

ثم قطع طمعه في إيمانهم بقوله تعالى : { وما أنت بهادي العمي } أي : في أبصارهم وبصائرهم مزيلاً لهم وناقلاً ومبعداً { عن ضلالتهم } أي : عن الطريق بحيث تحفظهم عن أن يزلوا عنها أصلاً فإنّ هذا لا يقدر عليه إلا الحيّ القيوم ، وقرأ حمزة تهدي بتاء فوقيه وسكون الهاء والعمي بنصب الياء ، والباقون بالباء الموحدة مكسورة وفتح الهاء بعدها ألف والعمي بكسر الياء .

ولما كان هذا ربما أوقف عن دعائهم رجاه في انقيادهم وارعوائهم بقوله تعالى : { إن } أي : ما { تسمع } أي : سماع انتفاع على وجه الكمال في كل حال { إلا من يؤمن } أي : من علمنا أنه يصدّق { بآياتنا } بأن جعلنا فيه قابلية السمع ، ثم تسبب عنه قوله دليلاً على إيمانه { فهم مسلمون } أي : مخلصون في غاية الطواعية لك كما في قوله تعالى : { بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن } ( البقرة : 112 ) أي : جعله سالماً خالصاً .