السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِن تُبۡدُواْ شَيۡـًٔا أَوۡ تُخۡفُوهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا} (54)

ونزل فيمن أضمر نكاح عائشة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن تبدوا } أي : بألسنتكم وغيرها { شيئاً } أي : من ذلك أو غيره { أو تخفوه } في صدوركم { فإن الله } أي : الذي له جميع صفات الكمال { كان } أي : أزلاً وأبداً به هكذا كان الأصل ، ولكنه أتى بما يعمه وغيره فقال { بكل شيء } أي : من ذلك وغيره { عليماً } فهو يعلم ما أسررتم وما أعلنتم وإن بالغتم في كتمه فيجازي عليه من ثواب وعقاب ، وفي هذا التعميم مع البرهان على المقصود مزيد تهويل ومبالغة في الوعيد .