السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَلَمۡ يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ أُوْلَـٰٓئِكَ سَوۡفَ يُؤۡتِيهِمۡ أُجُورَهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (152)

ولما بين سبحانه وتعالى ما أعده للكافرين بين ما أعده للمؤمنين بقوله تعالى :

{ والذين آمنوا بالله ورسله } كلهم { ولم يفرّقوا بين أحد منهم } بأن كفروا ببعض وآمنوا ببعض كما فعل الأشقياء منهم وإنما أدخل بين على أحد وهو يقتضي متعدّداً لعمومه من حيث إنه وقع في سياق النفي { أولئك } أي : العالو الرتبة في رتب السعادة { سوف نؤتيهم } بوعد لا خلف فيه وإن تأخر { أجورهم } الموعودة لهم بإيمانهم بالله وكتبه ورسله ، وقرأ حفص بالياء على الغيبة ، والباقون بالنون { وكان الله غفوراً } لما يريد من الزلات { رحيماً } أي : لمن يريد إسعاده بالجنات .

ونزل لما قال أحبار اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم إن كنت نبياً فأتنا بكتاب جملة من السماء كما أتى به موسى .