فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَلَمۡ يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ أُوْلَـٰٓئِكَ سَوۡفَ يُؤۡتِيهِمۡ أُجُورَهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (152)

{ والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم } في مقابلة الوعيد بالعذاب المهين للجاحدين جاء الوعد بالثواب العظيم للمصدقين بالله ورسله أجمعين ، فبشرى للنبي وأمته المستيقنين ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) ( {[1598]} ) ؛ و { سوف } ليست للتبعيد ، ولكنها للتوكيد ؛ وفي الآية التفات من الخطاب إلى الغيبة ؛ { وكان الله غفورا } لمن هذه صفتهم ما سلف لهم من المعاصي والآثام { رحيما } بهم فيضاعف حسناتهم ، ويزيدهم على ما وُعدوا- ( {[1599]} )


[1598]:سورة البقرة. الآية 285.
[1599]:من روح المعاني؛ الألوسي.