السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَرَفَعۡنَا فَوۡقَهُمُ ٱلطُّورَ بِمِيثَٰقِهِمۡ وَقُلۡنَا لَهُمُ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدٗا وَقُلۡنَا لَهُمۡ لَا تَعۡدُواْ فِي ٱلسَّبۡتِ وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا} (154)

{ ورفعنا فوقهم الطور } أي : الجبل العظيم { بميثاقهم } أي : بسبب أخذ الميثاق عليهم ليخافوا فيقبلوه { وقلنا لهم } على لسان موسى صلى الله عليه وسلم والطور مظلل عليهم { ادخلوا الباب } أي : الذي لبيت المقدس { سجداً } أي : سجود انحناء { وقلنا لهم } أي : على لسان داود { لا تعدوا } أي : لا تتجاوزوا ما حددناه لكم { في السبت } أي : لا تعملوا فيه عملاً من الأعمال تسمية للشيء باسم سببه سمي عدواً ؛ لأنّ العامل للشيء يكون لشدّة إقباله عليه كأنه يعدو ، ويحتمل أن يكون ذلك على لسان موسى حين ظلل عليهم الجبل ، فإنه شرع السبت أي : ترك العمل فيه ولكن كان الاعتداء في السبت ، والمسخ به في زمن داود . وقرأ ورش بفتح العين مع تشديد الدال وقرأ قالون باختلاس حركة العين مع تشديد الدال ، والباقون بسكون العين وتخفيف الدال ، { وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً } على ذلك وهو قولهم سمعناه وأطعنا ، ومعاهدتهم على أن يقيموا عليه .