إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَلَمۡ يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ أُوْلَـٰٓئِكَ سَوۡفَ يُؤۡتِيهِمۡ أُجُورَهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (152)

{ والذين آمَنُوا بالله وَرُسُلِهِ } أي على الوجه الذي بُيّن في تفسير قولِه تعالى : { يَا أَيُّهَا الذين آمَنُوا آمِنُوا بالله وَرَسُولِهِ } [ النساء ، الآية 136 ] الآية ، { وَلَمْ يُفَرّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ } بأن يؤمنوا ببعضهم ويكفروا بآخَرين كما فعله الكفرة ، ودخولُ { بَيْنَ } على أحد قد مر تحقيقه في سورة البقرة بما لا مزيدَ عليه { أولئك } المنعوتون بالنعوت الجليلةِ المذكورةِ { سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ } الموعودةَ لهم وتصديرُه بسوف لتأكيد الوعدِ والدلالةِ على أنه كائنٌ لا محالةَ وإنْ تراخى ، وقرئ نُؤتيهم بنون العظمة { وَكَانَ الله غَفُوراً } لما فرَط منهم { رَحِيماً } مبالغاً في الرحمة بتضعيف حسناتِهم .