البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَلَمۡ يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ أُوْلَـٰٓئِكَ سَوۡفَ يُؤۡتِيهِمۡ أُجُورَهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (152)

{ والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم } هؤلاء هم المؤمنون اتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، وتقدم الكلام على دخول بين على أحد في البقرة .

في قوله : { لا نفرق بين أحد من رسله } فأغنى عن إعادته هنا .

{ أولئك سوف نؤتيهم أجورهم } صرح تعالى بوعد هؤلاء ، كما صرح بوعيد أولئك .

وقرأ حفص : يؤتيهم بالياء ليعود على اسم الله قبله .

وقرأ الباقون : بالنون على الالتفات ، ومقابله وأعتدنا .

وقول أبي عبد الله الرازي : قراءة النون أولى من وجهين : أحدهما : أنه أنهم والآخر : أنه مشاكل لقوله : وأعتدنا ، ليس بجيد ولا أولوية في ذلك ، لأن القراءتين كلتاهما متواترة ، هكذا نزلت ، وهكذا أنزلت .

{ وكان الله غفوراً رحيماً } لما وعدهم تعالى بالثواب زادهم تبشيراً بالتجاوز عن السيئآت وبرحمته إياهم .

/خ159