السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۖ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ} (15)

ولما رغب سبحانه وتعالى ورهب وقرر أنه لا بد من الجزاء زاد في الترغيب والترهيب بأن النفع والضر لا يعدوهم فقال تعالى شارحاً للجزاء : { من عمل صالحاً } قل أو جل { فلنفسه } أي : خاصة عمله يرى جزاءه في الدنيا والآخرة ، وهو مَثَل ضربه الله تعالى للذين يغفرون { ومن أساء } كذلك { فعليها } خاصة إساءته كذلك ، وهذا مثل ضربه الله تعالى للكفار الذين كانوا يؤذون الرسول والمؤمنين ، وذلك في غاية الظهور ؛ لأنه لا يسوغ في عقل عاقل أن ملكاً يدع عبيده من غير جزاء ولاسيما إذا كان حكيماً ، وإن كانت نقائص النفوس غطت على كثير من العقول ذلك { ثم } أي : بعد الابتلاء بالإملاء في الدنيا والحبس في البرزخ { إلى ربكم } أي : الملك المالك لكم لا إلى غيره { ترجعون } أي : تصيرون فيجازي المصلح والمسيء .