السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّهُمۡ لَن يُغۡنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗاۚ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۖ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُتَّقِينَ} (19)

ثم علل هذا النهي مهدداً بقوله تعالى مؤكداً : { إنهم } وأكد النفي فقال عز من قائل { لن يغنوا عنك } أي : لا يتجدد لهم نوع إغناء مبتدأ { من الله } أي : المحيط بكل شيء قدرة وعلماً { شيئاً } أي : من إغناء أي : إن اتبعتهم ، كما أنهم لن يقدروا لك على شيء من أذى إن خالفتهم وناصبتهم { وإن الظالمين } أي : العريقين في هذا الوصف وهم الكفرة ، وكان الأصل : وإنهم ولكنه تعالى أظهر للإعلام بوصفهم { بعضهم أولياء بعض } إذ الجنسية علة الانضمام فلا توالوهم باتباع أهوائهم { والله } أي : الذي له صفات الكمال { وليّ المتقين } أي : الذين همهم الأعظم الاتصاف باتخاذ الوقايات المنجية لهم من سخط الله تعالى ، والمعنى : إن الظالمين يتولى بعضهم بعضاً في الدنيا ، وأما في الآخرة فلا ولي لهم ينفعهم في إيصال الثواب وإزالة العقاب ، وأما المتقون المهتدون فالله سبحانه وليهم وناصرهم .