السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱتَّبِعۡ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (106)

وقوله تعالى :

{ اتبع } خطاب للنبيّ صلى الله عليه وسلم أي : اتبع يا محمد { ما أوحي إليك } أي : القرآن فالزم العمل به ، ثم أكد مدحه بقوله : { من ربك } أي : المحسن إليك بهذا البيان ، وقوله تعالى : { لا إله إلا هو } اعتراض أكد به إيجاب الاتباع لما في كلمة التوحيد من التمسك بحبل الله والاعتصام به والإعراض عما سواه ، وقول البيضاوي : أو حال مؤكدة من ربك بمعنى منفرداً في الألوهية مبني على جواز تأكيد الجملة الفعلية بالاسمية وهو نادر { وأعرض عن المشركين } ولا تحتفل بأقوالهم ولا تلتفت إلى رأيهم ، ومن جعله منسوخاً بآية السيف حمل الإعراض على ما يعمّ الكف عنهم .