الآية 106 وقوله تعالى : { اتبع ما أوحي إليك من ربك } فإن قيل : ما معنى قوله تعالى { من ربك } ؟ وإنما أوحي إليه من ربه ، ويكفي قوله تعالى : { اتبع ما أوحي إليك } . قيل{[7566]} معناه على الإضمار ، والله أعلم ، كأنه قال للذي أوحي إليه على يديه : قل { اتبع ما أوحي إليك من ربك } ثم أمر نبيه باتباع ما أوحي إليه من ربه ، أي اعمل بما أوحي .
ثم الأمر بالعمل يحتمل وجهين : يحتمل الأمر بالاعتقاد بذلك ، ويحتمل [ العمل نفسه ]{[7567]} أي اعمل . ويشبه أن يكون الأمر{[7568]} بالاتباع اتباع ما أوحي إليه صدقا في الخبر وعدلا في الحكم كقوله تعالى : { وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا } [ الأنعام : 115 ] قيل : صدقا في الأخبار وعدلا في الأحكام . فعلى ذلك أمكن أن يكون الأمر بالاتباع اتباع ما أوحي إليه صدقا في الأخبار وعدلا في الأحكام .
ثم على ما أمر نبيه باتباع ما أوحي [ إليه ]{[7569]} من ربه أمر أمته كذلك ، وهو قوله تعالى : { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء } [ الأعراف : 3 ] [ ونهاهم ] عن اتباع{[7570]} ما اتخذوا من دونه أولياء . فعلى ما نهاهم عن اتخاذ أولياء [ من ]{[7571]} دونه قال في الآية التي أمر رسوله باتباع ما أوحي إليه من ربه ، فقال : { اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو } .
وقوله تعالى : { لا إله إلا هو } [ وقوله تعالى ]{[7572]} : { ولا تتبعوا من دونه أولياء } واحد ، لأنه أمر باتباع ما أوحي إليه من ربه ، ونهي أن يتبع من دونه أولياء ، لأنه أخبر { لا إله إلا هو } .
وقوله تعالى : { وأعرض عن المشركين } يحتمل أمره بالإعراض عن المشركين وجوها : يحتمل ألا تكافئهم على أذاهم ، ولكن اصبر ، ويحتمل الإعراض عنهم النهي عن قتالهم كأنه عن قتالهم في وقت ، ويحتمل{[7573]} أن تكون الآية في قوم خاص ، قال أعرض عنهم فإنهم لا يؤمنون ، ولا تقم عليهم الآيات والحجج لما علم منهم أنهم{[7574]} لا يؤمنون .
ثم على ما أمر نبيه بالإعراض عنهم أمر المؤمنين أيضا بالإعراض عنهم ، وهو قوله تعالى : { وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه } [ القصص : 55 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.