فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱتَّبِعۡ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (106)

{ اتبع ما أوحي إليك من ربك } أمره الله باتباع ما أوحي إليه وأن لا يشغل خاطره بهم بل يشتغل باتباع ما أمره الله .

وجملة { لا إله إلا هو } معترضة لقصد تأكيد إيجاب الإتباع ، ثم أمره الله بالإعراض عنهم بعد أمره باتباع ما أوحي إليه فقال : { وأعرض عن المشركين } أي لا تلتفت إلى رأيهم ولا تحتفل بأقوالهم الباطلة التي من جملتها ما حكى عنهم آنفا ، وعلى هذا لا يجري فيها النسخ لأن المراد منه في الحال لا الدوام ، وقيل هذا قبل نزول آية السيف قال السدي : هذا منسوخ نسخه القتال { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } والأول هو الأولى .