السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالُوٓاْ أَجِئۡتَنَا لِنَعۡبُدَ ٱللَّهَ وَحۡدَهُۥ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَا فَأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (70)

{ قالوا } أي : قوم هود مجيبين له { أجئتنا } يا هود { لنعبد الله وحده ونذر } أي : نترك { ما كان يعبد آباؤنا } أي : من الأصنام استبعدوا اختصاص الله تعالى بالعبادة والإعراض عما أشرك به آباؤهم ومعنى المجيء في أجئتنا إما لأن هوداً كان معتزلاً عن قومه كما كان يفعل النبيّ صلى الله عليه وسلم بحراء قبل البعثة فلما أوحي إليه جاء قومه يدعوهم أو يريدون به الاستهزاء لأنهم كانوا يعتقدون أنّ الله تعالى لا يرسل إلا الملائكة فكأنهم قالوا : أجئتنا من السماء كما يجيء الملك أو أن المقصود على المجاز كما تقول : ذهب يشتمني ولا يراد حقيقة الذهاب { فأتنا بما تعدنا } أي : من العذاب { إن كنت من الصادقين } أي : في قولك : إني رسول الله .