السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٖ} (19)

{ لتركبنّ } أي : أيها الناس ، أصله تركبون حذفت نون الرفع لتوالي الأمثال والواو لالتقاء الساكنين . وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بفتح الباء الموحدة على خطاب الإنسان ، والباقون بضمها على خطاب الجمع ، وهو معنى الإنسان إذ المراد به الجنس أي : لتركبنّ أيها الإنسان { طبقاً } مجاوزاً { عن طبق } أي : حالاً بعد حال . قال عكرمة : رضيع ثم فطيم ثم غلام ثم شاب ثم شيخ . وعن ابن عباس : الموت ثم البعث ثم العرض . وعن عطاء : مرّة فقيراً ومرّة غنياً . وقال أبو عبيدة : لتركبن سنن من كان قبلكم وأحوالهم لما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : «لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ ! » .