إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَـٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا} (60)

وقوله تعالى : { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالحا } يدل على أن الآيةَ في حق الكفرة { فَأُوْلَئِكَ } إشارةٌ إلى الموصول باعتبار اتصافِه بما في حيز الصلة ، وما فيه من معنى البُعد لما مرّ مراراً ، أي فأولئك المنعوتون بالتوبة والإيمانِ والعمل الصالح { يَدْخُلُونَ الجنة } بموجب الوعدِ المحتوم وقرئ يُدْخَلون على البناء للمفعول .

{ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً } أي لا يُنقَصون من جزاء أعمالِهم شيئاً ، أو لا ينقصون شيئاً من النقص ، وفيه تنبيهٌ على أن كفرَهم السابقَ لا يضرهم ولا ينقُص أجورَهم .