قوله : { إلاَّ من تَابَ } فيه وجهان :
أظهرهما : أنه استثناء متصل{[21710]} . وقال{[21711]} الزجاج{[21712]} : هو منقطع{[21713]} . وهذا{[21714]} بناء منه على أن المضيع للصلاة من الكفار .
وقرأ عبد الله والحسن{[21715]} والضحاك وجماعة " الصلوات " {[21716]} جمعاً{[21717]} .
وقرأ الحسن هنا وجميع ما في القرآن " يُدْخَلُونَ " مبنيًّا للمفعول{[21718]} .
فصل{[21719]}
" احتجوا {[21720]} " {[21721]} بقوله : { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً }{[21722]} على أن الإيمان غير العمل ، لأنه عطف العمل على الإيمان ، والمعطوف غير{[21723]} المعطوف عليه .
أجاب الكعبي{[21724]} : بأنه تعالى فرق بين التوبة والإيمان ، والتوبة من الإيمان فكذلك العمل الصالح يكون من الإيمان وإن فرق بينهما .
وهذا الجواب ضعيف ، لأن عطف الإيمان على التوبة يقتضي المغايرة بينهما{[21725]} ، لأن التوبة عزم على الترك ، والإيمان إقرار بالله ، وهما متغايران ، فكذلك في هذه الصورة{[21726]} .
ولما بيَّن{[21727]} وعيد من لم يتب بيَّن أن من تاب وآمن وعمل صالحاً فلهم الجنة ولا يلحقهم ظلم .
وهنا{[21728]} سؤالان{[21729]} :
السؤال الأول : الاستثناء دل على أنه لا بُدَّ من التوبة{[21730]} والإيمان والعمل الصالح ، وليس الأمر كذلك ، لأن من تاب عن الكفر ولم يدخل وقت الصلاة أو كانت المرأة حائضاً فإن{[21731]} الصلاة لا تجب عليه ، وكذلك الصوم والزكاة فلو مات{[21732]} في ذلك الوقت كان من أهل النجاة مع أنه لم يصدر عنه عمل ، فلم يجز توقف الأجر{[21733]} على العمل الصالح .
والجواب{[21734]} : أن هذه الصورة نادرة ، والأحكام إنما تناط بالأعم{[21735]} الأغلب .
السؤال الثاني : قوله : { وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً } يدل على أن الثواب مستحق بالعمل لا بالتفضّل ، لأنه لو كان بالتفضل ، لاستحال حصول الظلم ، لكن من مذهبكم أنه لا استحقاق للعبد بعمله إلا بالوعد .
وأجيب بأنه لما أشبهه أجري على حكمه{[21736]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.