فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَـٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا} (60)

{ إلا من تاب } مما فرط منه من تضييع الصلاة وإتباع الشهوات فرجع إلى طاعة الله { وآمن } به { وعمل } عملا { صالحا } الاستثناء منقطع قاله الزجاج وجرى أبو حيان وغيره أنه متصل ، وهو ظاهر الآية ، لما روي عن قتادة أنها في حق هذه الأمة ، ويجوز أن يحمل على التغليظ ، كما قال تعالى : { من استطاع إليه سبيلا } وبهذا التأويل يحسن قول قتادة . إن هذا الكلام نازل في شأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وقيل في هذا الاستثناء دليل على أن الآية في الكفرة لا في المسلمين .

{ فأولئك يدخلون الجنة } بفتح الياء وضم الخاء ، وقرئ بضم الياء وفتح الخاء { ولا يظلمون شيئا } أي لا ينقص من أجورهم شيء ، وإن كان قليلا ، فإن الله سبحانه يوفي أجورهم إليهم