إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{۞فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا} (59)

{ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ } يقال : لعَقِب الخير خلفٌ بفتح اللام ولعقِب الشرِّ خلْفٌ بالسكون أي فعقَبهم وجاء بعدهم عَقِبُ سوءٍ { أَضَاعُواْ الصلاة } وقرئ الصلواتِ أي تركوها أو أخّروها عن وقتها { واتبعوا الشهوات } من شرب الخمر واستحلالِ نكاحِ الأختِ من الأب والانهماكِ في فنون المعاصي . وعن علي رضي الله عنه عندهم مِنْ بناء المشيَّد وركوبِ المنظور ولُبس المشهور { فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً } أي شراً فإن كلَّ شر عند العرب غيٌّ وكل خير رشادٌ كقوله : [ الطويل ]

فمن يلقَ خيراً يحمَدِ الناسُ أمرَه *** ومن يغْوِ لا يعدَمْ على الغي لائما{[529]}

وعن الضحاك جزاءَ غيَ كقوله تعالى : { يَلْقَ آثاما } أو غياً عن طريق الجنة ، وقيل : « غَيٌّ وادٍ في جهنمَ تستعيذ منه أوديتُها »


[529]:البيت للمرقش الأصغر في ديوانه ص 565؛ ولسان العرب (غوى)؛ وشرح اختيارات المفضل ص 1104؛ وتاج العروس (غوي)؛ وبلا نسبة في كتاب العين 2/238؛ ومقاييس اللغة 4/192؛ والمخصص 6/170.