إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا بِٱلۡأٓخِرَةِۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ} (86)

{ أولئك } الموصوفون بما ذكر من الأوصاف القبيحةِ وهو مبتدأ خبرُه قولُه تعالى : { الذين اشتروا } أي آثروا { الحياة الدنيا } واستبدلوها

{ بالآخرة } وأعرضوا عنها مع تمكنهم من تحصيلها فإن ما ذُكر من الكفر ببعض أحكامِ الكتاب إنما كان لمراعاة جانبِ حلفائِهم لما يعود إليهم منهم من بعض المنافعِ الدينيةِ والدنيوية { فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العذاب } دنيوياً كان أو أُخروياً { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } يدفعه عنهم شفاعةً أو جبراً ، والجملةُ معطوفةٌ على ما قبلها عطفَ الاسمية على الفعلية ، أو ينصرون مفسِّرٌ لمحذوف قبل الضمير ، فيكونُ من عطف الفعلية على مثلها .