فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا بِٱلۡأٓخِرَةِۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ} (86)

{ أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون ، ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون } .

{ أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة } بأن آثروها عليها لأن الجمع بين لذات الدنيا والآخرة غير ممكن ، فمن اشتغل بتحصيل لذات الدنيا فاتته لذات الآخرة ، قال قتادة استحبوا قليل الدنيا على كثير الآخرة { فلا يخفف عنهم العذاب } أبدا ما داموا { ولا هم ينصرون } أي لا يمنعون من عذاب الله ، لا يوجد لهم ناصر يدفع عنهم ولا يثبت لهم نصر في أنفسهم على عدوهم .