إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمۡ أُجُورَهُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (57)

{ وَأَمَّا الذين آمَنُوا } بما أُرسِلْتُ به { وَعَمِلُواْ الصالحات } كما هو ديدَنُ المؤمنين { فَيُوَفّيهِمْ أُجُورَهُمْ } أي يعطيهم إياها كاملةً ، ولعل الالتفاتَ إلى الغَيبة للإيذان بما بين مصدري التعذيبِ والإثابةِ من الاختلاف من حيث الجلالُ والجمال ، وقرئ فنُوفيهم جرياً على سَنن العظمةِ والكبرياء { والله لاَ يُحِبُّ الظالمين } أي بعضَهم فإن هذه الكنايةَ فاشيةٌ في جميع اللغاتِ جاريةٌ مَجرى الحقيقةِ ، وإيرادُ الظلم للإشعار بأنهم بكفرهم متعدّون متجاوزوا الحدودِ واضعون الكفر مكانَ الشكرِ والإيمانِ ، والجملةُ تذييلٌ لما قبله مقرِّرٌ لمضمونه .