بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمۡ أُجُورَهُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (57)

{ وَأَمَّا الذين آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصالحات } قال مقاتل هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم " فَيوفيهم أجورهم "

قرأ عاصم في رواية حفص ، { فيوفيهم } بالياء ، يعني يوفيهم أجورهم ، وأما الباقون بالنون ، يعني أن الله قال { فَنُوَفّيهِمْ أُجُورَهُمْ } وهذا لفظ الملوك ، إنهم يتكلمون بلفظ الجماعة ، ويقولون : نحن نفعل كذا وكذا ، ونكتب إلى فلان ، ونأمر بكذا ، فالله تعالى خاطب العرب بما يفهمون فيما بينهم كما قال في سائر المواضع { إنا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً في يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ } [ القمر : 19 ] { إنا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكتاب بالحق لِتَحْكُمَ بَيْنَ الناس بِمَا أَرَاكَ الله وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَائِنِينَ خَصِيماً } [ النساء : 105 ] وكذلك ها هنا قال : «فنوفيهم أجورهم » أي نعطيهم ثواب عملهم { والله لاَ يُحِبُّ الظالمين } أي لا يرضى دين الكافرين .