{ إِنَّ مَثَلَ عيسى } أي شأنَه البديعَ المنتظِمَ لغرابته في سلك الأمثال { عَندَ الله } أي في تقديره وحُكمِه { كَمَثَلِ آدَمَ } أي كحاله العجيبةِ التي لا يرتاب فيها مرتابٌ ولا ينازِعُ فيها منازِع { خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ } تفسيرٌ لما أُبهم في المَثَل وتفصيلٌ لما أُجمِلَ فيه وتوضيحٌ للتمثيل ببيان وجهِ الشبهِ بينهما وحسمٌ لمادة شُبهة الخصومِ فإن إنكارَ خلقِ عيسى عليه الصلاة والسلام بلا أبٍ - ممن اعترف بخلقِ آدمَ عليه الصلاة والسلام بغير أبٍ وأمٍ - مما لا يكاد يصح ، والمعنى خلق قالَبَه من تراب { ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن } أي أنشأه بَشَراً كما في قوله تعالى : { ثم أنشأناه خلقا آخر } [ المؤمنون ، الآية 14 ] أو قدّر تكوينَه من التراب ثم كوّنه ويجوز كونُ { ثُمَّ } لتراخي المُخبَرِ به { فَيَكُونُ } حكايةُ حالٍ ماضية ، روي أن وفد نجرانَ قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : مالك تشتمُ صاحبَنا ؟ قال : « وما أقول ؟ » قالوا : تقول إنه عبدٌ قال : « أجل هو عبدُ الله ورسولُه وكلمتُه ألقاها إلى العذراء البتولِ » فغضِبوا وقالوا : هل رأيتَ إنساناً من غير أبٍ ؟ فحيثُ سلَّمتَ أنه لا أبَ له من البشر وجب أن يكون أبوه هو الله فقال عليه الصلاة والسلام : « إن آدمَ عليه الصلاة والسلام ما كان له أبٌ ولا أم ولم يلزم من ذلك كونُه ابناً لله سبحانه وتعالى فكذا حالُ عيسى عليه الصلاة والسلام » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.