إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَمَن يَلۡعَنِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ نَصِيرًا} (52)

{ أولئك } إشارةٌ إلى القائلين ، وما فيه من معنى البُعْد مع قربهم في الذكر للإشعار ببُعد منزلتِهم في الضلال ، وهو مبتدأٌ خبرُه قولُه تعالى : { الذين لَعَنَهُمُ الله } أي أبعدهم عن رحمته وطردهم ، والجملةُ مستأنفةٌ لبيان حالِهم وإظهارِ مصيرِهم ومآلِهم { وَمَن يَلْعَنِ الله } أي يُبعده عن رحمته { فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً } يدفع عنه العذابَ دنيوياً كان أو أخروياً لا بشفاعة ولا بغيرها ، وفيه تنصيصٌ على حِرمانهم مما طلبوا من قريش ، وفي كلمة لن وتوجيهِ الخطابِ إلى كل أحد ممن يتسنى له الخطابُ وتوحيدِ النصيرِ مُنكّراً والتعبيرِ عن عدمه بعدم الوُجدانِ المُنْبئ عن سبق الطلبِ مُسنداً إلى المخاطبَ العامِّ من الدِلالة على حِرمانهم الأبديِّ بالكلية ما لا يخفى .