ثم قال الله عز وجل : { أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا } واللعن يكون على وجوه : اللعن هو العذاب . وقيل : لعنهم الله : عذبهم الله . واللعين الممنوع عن الإحسان والأفضال . ويقل : هو الطريد أي طردوا عن رحمة الله وأفضاله وإحسانه . وقيل{[5728]} : الطاغوت /98-أ/ هو اسم مشتق من الطغيان كالرحموت والرهبوت من الرحمة والرهبة ، ونحو ذلك سمي به كل من انتهى من الطغيان غايته حتى استحل أن يعبد هو دون الله ، فهو طاغوت . وعلى ذلك تأويل قوله تعالى : { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله } ( البقرة : 256 ) أي بعبادة كل من عبد دون الله . وقيل : هم مردة أهل الكتاب : وقيل : هو الشيطان ، وقيل : الصنم ، وذلك كله يرجع[ إلى ]{[5729]} ما ذكرت ، وقيل : ذلك كاهن سمي حسا . وقيل : { بالجبت } السحر ، فهو على ما قال [ عز وجل ]{[5730]}{ واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان } الآية ( البقرة : 102 ) وأي شيء مما ذكرت قد كانوا آمنوا بذلك ، فعيرهم الله تعالى ، وسفه أحلامهم بالإيمان بمن ذكرت ومظاهرتهم على مالهم من الأتباع على رسول رب العزة ، عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات ، بعد علمهم بموافقته{[5731]} صلى الله عليه وسلم وتصديقه لكتبهم {[5732]} وعلمهم بعدول أولئك عن هذه الرتبة بغيا وحسدا .
وكان في إظهار ذلك عليهم بيان الرسالة وإعلام أتباعهم تحريفهم كتب الرسل إبداء ما في قلوبهم من الحسد . لتزول الشبهة عن الأتباع ، وتظهر المعاندة في المتبوعين ، ولا قوة إلا بالله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.