إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَمَا هُمۡ عَنۡهَا بِغَآئِبِينَ} (16)

{ وَمَا هُمَ عَنْهَا بِغَائِبِينَ } طرفةَ عينٍ فإن المرادَ دوامُ نفِي الغَيبةِ لا نفي دوامِ الغيبة لما مرَّ مِراراً من أنَّ الجملةَ الاسميةَ المنفيةَ قد يُرادُ بَها استمرارُ النَّفِي لا نفيُ الاستمرارِ باعتبارِ ما تفيدُه من الدوامِ والثباتِ بعد النَّفِي لا قبلَهُ وقيل : معناهُ وما كانُوا غائبينَ عنها قيلَ : ذلكَ بالكليةِ بل كانُوا يجدونَ سمومَها في قبورِهم حسبَما قال النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : «القبرُ روضةٌ من رياض الجنةِ أو حفرةٌ من حُفَرِ النيرانِ »{[827]}


[827]:أخرجه الترمذي في كتاب القيامة باب (26).