السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا هُمۡ عَنۡهَا بِغَآئِبِينَ} (16)

{ وما هم عنها } أي : الجحيم { بغائبين } أي : مخرجين ، ويجوز أن يراد يصلون النار يوم الدين وما يغيبون عنها قبل ذلك في قبورهم .

وقيل : أخبر الله تعالى في هذه السورة أنّ لابن آدم ثلاث حالات حالة الحياة التي يحفظ فيها عمله ، وحالة الآخرة التي يجازى فيها ، وحالة البرزخ وهو قوله تعالى : { وما هم عنها بغائبين } .

وروي أن سليمان بن عبد الملك قال لأبي حازم المدني : ليت شعري ما لنا عند الله ، قال : اعرض عملك على كتاب الله تعالى ، فإنك تعلم ما لك عند الله تعالى ، قال : فأين أجد ذلك في كتاب الله ؟ قال : عند قوله تعالى : { إنّ الأبرار لفي نعيم } الآية .

قال سليمان : فأين رحمة الله تعالى ؟ قال : قريب من المحسنين .